وفي غزوة تبوك أخذ الجوع من الصحابة كل
مأخذ ، فاستأذنوا النبي - صلى الله عليه وسلم – في نحر رواحلهم ، فطلب منهم
أن يأتوه بفضل أزوادهم – أي ما بقي من أطعمتهم - ، فدعا فيه بالبركة، ثم
قال: ( خذوا في أوعيتكم ) ، فأخذوا في أوعيتهم ، حتى ما تركوا في العسكر وعاءً إلا ملؤوه، فأكلوا حتى شبعوا ، وحملوا ما بقي ، متفق عليه، وهذا لفظ مسلم .
ويوم الهجرة كان سبب إسلام أم معبد الخزاعية
رضي الله عنها رؤيتها للنبي - صلى الله عليه وسلم – وهو يمسح على ضرع
شاةٍ هزيلة كانت لديها ، فامتلأ الضرع لبناً ، فشرب منه النبي – صلى الله
عليه وسلم – وسقى أبا بكر رضي الله عنه ، رواه الحاكم في المستدرك .
وحين شكى جابر بن عبد الله
رضي الله عنهما لرسول الله - صلى الله عليه وسلم – من تحمّله ديون والده
الذي استشهد يوم أحد ، وإلحاح الغرماء في طلب حقوقهم، جاء عليه الصلاة
والسلام إلى بستانه، ودعا له بالبركة في ثمره ، فقضى جابر دين أبيه، وبقي زيادة، والحديث في البخاري .
وقد جاءت هذه المعجزة مكافأةً ربّانية لأحد
الصحابة كان قد اقترض من النبي عليه الصلاة والسلام شيئاً من الطعام
ليقدّمه إلى ضيفه ، فظلّ يأكل منه زماناً هو وضيفه وهو على حاله لم ينقص
منه شيء ، فلما وزنه بدأ بالتناقص ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره
بما حدث فقال له : ( لو لم تكله لأكلتم منه ، ولقام لكم ) أي : لاستمرّ عطاؤه دون انقطاع ، رواه مسلم .
وتروي لنا عائشة
رضي الله عنها ما يدلّ على بركة طعام النبي – صلى الله عليه وسلم – في
حياته وبعد مماته فتقول : " توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما في
بيتي من شيء يأكله ذو كبدٍ – تعني عدم وجود ما يصلح طعاماً - إلا شطر شعير
في رفٍّ لي ، فأكلت منه حتى طال عليّ ، فكِلْتُه – أي : وزنته - ، ففني "
متفق عليه .
وحينما استضاف أبو طلحة
رسول الله - صلى الله عليه وسلم – في بيته جاء عليه الصلاة والسلام ومعه
سبعون أو ثمانون من أصحابه، فدعا في الطعام، ثم طلب منهم أن يدخل منهم
العشرة ليأكلوا ثم يخرجوا ويأتي غيرهم ، حتى أكل الجميع وشبعوا من ذلك
الطعام اليسير ، متفق عليه، واللفظ للبخاري .
ويروي عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في سفرٍ ومعه مائة وثلاثون رجلاً ، فقال لهم :: ( هل مع أحد منكم طعام )
فجاء أحدهم بصاعٍ من شعير فطبخه ، ثم اشترى النبي - صلى الله عليه وسلم -
شاة وأمر بطبخها ، فأكل منها كل من كان حاضراً ، وبقي من الطعام شيء كثير ،
متفق عليه.
وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – أهديت له قصعة ثريد ، فظل الناس يأكلون منها يوماً كاملاً ، يقول سمرة رضي الله عنه : " ما كانت تمدّ إلا من ههنا " وأشار إلى السماء ، رواه أحمد .
وكان لأبي هريرة رضي الله عنه مع هذه المعجزة قصّة ، فقد اشتدّ به الجوع ذات يومٍ حتى اضطرّ إلى أن يربط على بطنه حجراً ، فقام يسأل أبابكر وعمر
رضي الله عنهما ويحادثهما عسى أن يظفر منهما بدعوةٍ إلى طعام ، لكنّهما لم
يدركا مقصوده ، فلما رآه النبي- صلى الله عليه وسلم – عرف ما به من جوعٍ ،
فدعاه إلى وعاءٍ من لبنٍ ، لكنّ فرحة أبي هريرة رضي الله عنه لم تكتمل ، فقد أمره رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أن يدعوا أهل الصفّة كلّهم ، فامتثل أبو هريرة
رضي الله عنه للأمر النبوي وهو يظنّ أن مراده لن يتحقّق ، ولم يدر أنه
سيكون شاهداً على إحدى معجزات النبي – صلى الله عليه وسلم - ، فقد شرب جميع
من جاء من أهل الصفّة والوعاء على حاله لم ينقص ، ثم شرب منه أبو هريرة رضي الله عنه حتى لم يعد قادراً على الزيادة منه ، وكان النبي – صلى الله عليه وسلم - آخرهم شرباً ، رواه البخاري .
وأعجب من ذلك، ما جاء في سنن الترمذي عن أبي هريرة
رضي الله عنه حيث قال : " أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - بتمرات،
فقلت يا رسول الله: ادع الله فيهن بالبركة، فضمهن، ثم دعا لي فيهن بالبركة،
وقال: ( خذهن واجعلهن في مزودك هذا، أو في هذا المزود، كلما أردت أن تأخذ منه شيئاً، فأدخل فيه يدك، فخذه ولا تنثره نثرا ) ، ويذكر أبو هريرة رضي الله عنه أنه ظلّ يأكل من ذلك التمر زماناً طويلاً ، واستمرّ حتى يوم مقتل عثمان رضي الله عنه ، رواه الترمذي ، وحسنه الألباني .
والحاصل أن تكثير الطعام كان معجزة أيّد
الله بها نبيه - صلى الله عليه وسلم -، شاهدها الناس، وعايشها أصحابه ،
فكان لها أثرٌ كبير في دخول الناس في دين الله ، وتركت صدى عظيماً في نفوس
المسلمين وأسهمت في زيادة إيمانهم وتعلقهم بربهم ، وحل مشكلاتهم وأزماتهم،
فسبحان من لا يعجزه شئ في الأرض ولا في السماء.
اللهم أنت الله لا إله إلا أنت عالم الغيب والشهادة مصير كل أحد إليك ورزق كل أحد إليك أسألك اللهم بأسمائك الحسنى وصفاتك العُلى أن تصلي على محمد وعلى آل محمد ، وإن ترزقنا الإخلاص فيما نقول ونسمع وصلي اللهم على محمد وعلى آله .
سبحان من لا يعجزه شي في الارض ولا في السماء.. اللهم صلي وسلم وبارك ع محمد وآله وصحبه الكرام.. كلام جميل ورائع .سبحان الله .. سبحان الله.. سبحان الله.. بارك الله لك في عملك وجعله في موازين حسناتك ..اللهم بحكمتك الهمه نورا وآته الحكمة التي من اعطيتها اياه فقد اوتي خيرا كثيرا ..
ردحذف**المبكرة**..