السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
مطلب : الغنى الحقيقي غنى النفس : فمن يتغنى يغنه الله والغنى غنى النفس لا عن كثرة المتعدد ( فما ) أي أي إنسان ( يتغنى ) أو كل إنسان يتغنى أي يظهر من نفسه الغنى والعفاف وإن لم يكن غنيا بالمال ( يغنه الله ) سبحانه وتعالى مجزوم في جواب من والألف في يتغنى للإشباع بعد حذف الألف . يقال تغنيت وتغانيت واستغنيت أي به عن غيره .
ثم قال الناظم رحمه الله تعالى ( والغنى ) الحقيقي ( غنى النفس ) بالعفاف والقناعة والاقتصاد وعدم الانهماك في لذات الدنيا ( لا عن كثرة ) المال ( المتعدد ) فإنه لا يورث غنى بل يورث مزيد الشره والانهماك ، فكلما نال عنه شيئا طلب شيئا آخر ، ولا يزال كذلك حتى يهلك .
وقد روى النسائي وابن حبان في صحيحه عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { يا أبا ذر أترى كثرة المال هو الغنى ؟ قلت نعم يا رسول الله ، قال فترى قلة المال هو الفقر ؟ قلت نعم يا رسول الله ، قال إنما الغنى غنى القلب ، والفقر فقر القلب ، ثم سألني عن رجل من قريش فقال هل تعرف فلانا ؟ قلت نعم يا رسول الله قال فكيف تراه أو تراه ؟ قلت إذا سأل أعطي ، وإذا حضر أدخل ، قال ثم سألني عن رجل من أهل الصفة فقال هل تعرف فلانا ؟ فقلت لا والله ما أعرفه يا رسول الله فما زال يحليه وينعته حتى عرفته ، فقلت قد عرفته يا رسول الله ، قال فكيف تراه أو تراه ؟ قلت هو رجل مسكين من أهل الصفة ، قال هو خير من طلاع الأرض من الآخر ، قلت يا رسول الله أفلا يعطى بعض ما يعطى الآخر ؟ فقال إذا أعطي خيرا فهو أهله ، وإذا صرف عنه فقد أعطي حسنة } .... تابع