الحمد لله الذي بنعمه تتم
الصالحات وأشهد أن لا إله إلا الله
وحده لا شريك له رب الأرض
والسماوات ، له الأسماء الحسنى والصفات العلى الرحمن على
العرش استوى ، وأشهد أن سيدنا
ونبينا محمداً عبده ورسوله بعثه ربه على حين فترة من
الرسل ودروس من الكتب فهدى
الله به الخلائق وأبان الله به الطرائق فأوضح الحجة
وأقام المحجة فصلى الله وسلم
وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وعلى سائر من اتبع بإحسان
منهجه . أما بعد .
كلما قلبت النظر في سيرة وشمائل الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ تجد الكمال في أخلاقه، والسمو في تعاملاته، فكمالات خُلُقه ـ صلى الله عليه وسلم ـ آية كبرى، وعلم من أعلام نبوته، وقد مدحه الله ـ عز وجل ـ بقوله: { وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ }(القلم:4) . ومن الكمال الخُلُقي الذي تحلى به رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم - خُلُقُ الرحمة والرأفة بالغير، فقد وهبه الله قلباً رحيماً، يرق للضعيف، ويحن على المسكين، ويعطف على الناس أجمعين، حتى صارت الرحمة له طبعا، فشملت الصغار والكبار، والمؤمنين والكفار، والخدم والعبيد .