إنَّ أقسى ما يمكن أن يواجهه المرء من محنٍ وابتلاءاتٍ أن يتَّهم وهو بريءٌ أو يظلم دون سببٍ أو تلقى عليهم التُّهم، ويقع عليه الظُّلم، ويدرك من حوله ببراءته، ثمَّ لا يجد من ينصره ويقف إلى جانبه، ومن تدبِّر القرآن الكريم وجد في قصَّة يوسف -عليه السَّلام- تجسيدًا لهذا الابتلاء وهذه الفتنة وهذه الجريمة في مجتمع أصيب بالتَّرف وفساد القيم وانحطاط الأخلاق، فقد أرادت زوجة العزيز بما تمتلكه من منصبٍ ومركزٍ وجاهٍ أن توقع يوسف -عليه السَّلام- في الفتنة لكنَّ الإيمان يحجز صاحبه عن الحرام قال: {مَعَاذَ اللَّـهِ ۖ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} [يوسف: 23]، ولأنَّ المجتمعات المترفة تفسد أخلاقها بسبب انغماس علية القوم بالملذَّات والشَّهوات، عندها ينعدم الحياء ويصبح المنكر معروفًا، بل ...