بَعِيرٌ يشكو لسيد ولد آدم .. وذِئبٌ يشهد

3

من المعجزات والآيات التي أُعطاها الله نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ تأييداً لدعوته، وإكراماً له، وإعلاءً لقدره، شكوى الحيوان إليه، وشهادته بالنبوة له ـ صلى الله عليه وسلم ـ، الأمر الذي ترك أثره في النفوس، ولفت انتباه أصحابها نحو دعوته التي جاء بها ..

نعم لقد شكا الجمل للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وشهد الذئب بنبوته ورسالته، إنها آيات ومعجزات للحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ حدثت له في حياته، ورآها أصحابه، وثبتت في صحيح الأخبار، فيجب تصديقها والإيمان بها ..
شكوى البعير
لقد سجد البعير وشكى ـ رغم ما يُعرف من شدته ـ لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إيماناً به، وإقراراً ببعثته، وبياناً لعلو قَدْره ومنزلته ..

معجزات الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ في غزوة الأحزاب

2

أجرى الله ـ تبارك وتعالى ـ على يدي أنبيائه ورسله من المعجزات والدلائل الباهرات ما يدل على صدق دعواهم، فلا يبقى لأحد عذر في عدم تصديقهم وطاعتهم، قال الله تعالى: { لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ } (الحديد: من الآية25) ..

وكان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أكثر الرسل معجزة، وأظهرهم آية، فله من المعجزات التي وقعت وتكررت في أماكن مختلفة وأحداث متعددة ما لا يُحد ولا يُعد، منها ما حدث في غزوة الأحزاب(الخندق)، من تكثير الطعام والشراب القليل، حتى أكل ألف رجل من شاة صغيرة وصاع شعير..
فعن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ

خصائص الرسالية لسيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم

2

الخصائص الرسالية هي الأمور التي اختص الله بها رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم في رسالته، وأفرده بها عن غيره من الأنبياء .

ويأتي على رأس هذه الخصائص القرآن الكريم؛ فقد كانت معجزة القرآن الكريم على رأس الخصائص الرسالية التي أكرم الله بها نبيه صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: { وكذلك أوحينا إليك روحًا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورًا نهدي به من نشاء من عبادنا } (الشورى:52)، وقال صلى الله عليه وسلم: ( ما من الأنبياء نبي إلا أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحيًا أوحاه الله إليَّ؛ فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة ) رواه البخاري و مسلم
وإذا كان القرآن الكريم في مقدمة الخصائص الرسالية التي أكرم الله بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن حفظ الله سبحانه لهذا الكتاب من التبديل والتحريف خصوصية أخرى لهذا النبي الكريم، فقد أخبر سبحانه بأنه تولى وتعهد بنفسه حفظ القرآن، قال تعالى: { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } (الحجر:9).

خصوصيات ولد سيد آدم - صلى الله عليه وسلم - في الحرب

2

في الوقت الذي يظنّ فيه البعض أن أسباب النصر مقتصرة على من ملك القوّة والعتاد، في الأسلحة والرجال ، وغيرها من الأسباب الحسّية ، تأتي السنّة لتكشف عن جانب آخر من أسباب النصر ، ألا وهو النصر بالأمور المعنوية كالرعب والهيبة ، وهي إحدى الخصوصيّات التي منحها الله لنبيّه – صلى الله عليه وسلم - ، وأسهمت بشكلٍ فعّال في نشر الدعوة ، والدفاع عن الملّة ، وقذف الرعب في قلوب الأعداء .

فقد روى الإمام البخاري عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( أعطيت خمسا لم يعطهنّ أحد قبلي : نصرت بالرعب مسيرة شهر... )   .
ويظهر أثر هذه الهيبة بجلاء على الصعيدين الفردي والجماعي ، فأما الفردي فقد كان فيها عصمةٌ للنبي - صلى الله عليه وسلم - من الناس ، ووقايةٌ له من مكائدهم ، تحقيقاً لقوله تعالى : { والله يعصمك من الناس } ( المائدة : 67 ) .
ولو استعرضنا سيرته عليه الصلاة والسلام لوجدنا عدداً من الحوادث التي تؤكّد هذه القضيّة على المستوى الشخصي ، فعلى الرغم من صولة قريشٍ وجبروتها ، وقسوتها وطغيانها ، إلا أن ذلك لم يكن ليقف أمام شخصيّة النبي – صلى الله عليه وسلم – المهيبة، والتي كان وقعها على أهل الكفر والعناد أشدّ من وقع الأسنّة والرماح ، فقد اجتمعت قريش تسخر من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتستهزيء به ،

Search

جميع الحقوق محفوظه © اسعد رجل في العالم

تصميم الورشه